March 16, 2011

لأنه الرمز

بعض الناس اتهمت عمرو بانه من اتباع النظام السابق والبعض اتهمه بالخيانة وكويس ان ماحدش قال انها عمالة لصالح اسرائيل لأن الجلالة لما بتاخد البعض بينسي هو بيقول ايه!  .. وهناك من أسس صفحة علي الفيس بوك بعنوان وداعا عمرو دياب لانه تجرأ وغني لمبارك قبل الثورة ،ويقدر اي حد يلاحظ بسهولة ان الصفحة تم تأسيسها من جمهور أحد الفنانين -اللي الثورة كشفت نفاقهم- لتشويه صورة الهضبة ،  واغلب المشاركين فيها مشتركين لمهاجمة مؤسس الصفحة ووصفه بالجهل وتلويث الثورة بأفكاره السطحية عن الانتماء وحب البلد لدرجة انه لما زهق منع التعليق بالصفحة .. لأنه لو حذف كل اللي بيهاجمه ويهزئه هيلاقي نفسه في الصفحة لواحده فلازم يستقبل الشتايم والهجوم والتريقة وينحي كرامته في جنب عشان يفضل العدد باين انه كبير وان كل دول المؤيدين لرأي الصفحة!

سبق عندما تكلمت عن صمت دياب اثناء الثورة أن شرحت موقف السيدة ام كلثوم الموازي له اثناء ثورة 1952 ، فاذا كان عمرو خائن فماذا عن من غنت للملك وتم منع اغانيها بعد الثورة؟! .. نظرة سطحية وضيقة وتفكير عقيم والحقيقة أن لا عمرو ولا أم كلثوم ولا غيرهم ممن يغني للملوك والرؤساء خائنين لأن قائد الدولة هو رمز للدولة حتي لو كان فاسد او ظالم (وهي أمور نسبية) لأنه الوحيد المخول له بالحديث باسم الدولة ، وشن الحروب باسم الدولة والحفاظ علي كيان الدولة .. اذا فالغناء للزعماء هو غناء وطني في المقام الأول وقد يكون من شارك في العمل من غير المؤيدين للرئيس ولكنه يشارك بدافع حب الوطن واحترام الرمز او علي أسوء الفروض قد يكون مجبرا مضطرا غير قادر علي الرفض .. فالموسيقار عمار الشريعي خرج مؤيدا لرحيل مبارك وهو من قدم له أشهر أوبريت غنائي "اختارناه اختارناه" و شيرين خرجت لميدان التحرير وهي التي  غنت للحزب الوطني وغنت لمبارك "ريسنا ريسنا" و أيضا قدمت له أغنية "بلدي يا غالية عليا" كدعاية انتخابية للرئيس في 2005 .. وهناك من خرج للمظاهرات وشدد علي رغبته في رحيل مبارك رغم انه تم تكريمه منه وكان يتفاخر بهذا التكريم هنا وهناك بل ان أصحاب القوائم السوداء وملوثي الثورة بأفكارهم العنصرية لو كُرم أحدهم من مبارك كان يعلق صورته معه في حجرته ويريها لكل أصدقائه أتعلمون لماذا؟ .. لأنه كان الرمز!

وماذا عن البرادعي والذي يعده البعض من محركي وزعماء الثورة والذي تم تكريمه من الرئيس مبارك لحصوله علي جائزة نوبل وكذلك العالم أحمد زويل وكلاهما يريد الترشح للرئاسة وكلاهما عارض مبارك .. ألم تسألوا أنفسكم لماذا لم يرفضا التكريم من مبارك وهو في نظرهم فاسد وظالم وديكتاتور؟! الاجابة لان التكريم من مبارك هو تكريم من الدولة .. لأنه كان الرمز!

هل عندما وقف الشيخ الشعراوي رحمه الله أمام الرئيس مبارك ليقول كلمته عندما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة كان خائنا ومنافقا أو من أتباع النظام البائد وهو العالم الجليل وقد كان يستطيع ان يرفض ان يقف أمام رجل فاسد أو ظالم ولكنه وقف ليقول كلمة أمام محاولة لتعرض مصر لعملية غدر تهدف الي زعزة استقرارها باغتيال رئيسها .. لأنه كان الرمز!

لا أعتقد ان عمرو ندم يوما علي أي عمل أقدم عليه وهو المعروف بذكائه الفني وحسابه لكل خطوة قبل أن يخطوها ولا أعتقد انه يبالي برأي حاقدين علي نجاحه أو من يريدون أن يكسبوا بنطاً من الثورة علي حسابه بافتعال الاشاعات وشن الحملات لتشويه صورته ، لأن عمرو دياب في الغناء هو الرمز.

http://i774.photobucket.com/albums/yy26/zizoamer/fuc_2009_4.jpg?t=1300295392

No comments:

Post a Comment