July 3, 2008

الملك عبد الله ينفي التطبيع مع اسرائيل في مهرجان الاردن

بخصوص الموضوع المثار اليومين دول عن "مهرجان الاردن" ووجود تطبيع مع اسرائيل وعزم الفنان عمرو دياب مقاطعة المهرجان في حالة ثبوت ذلك..الملك "عبد الله الثاني" ملك الاردن نفي وجود اي نوع من التطبيع مع اسرائيل في تنظيم مهرجان الاردن من خلال حواره مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) وتفاصيل الحوار الخاص بالمهرجان كالتالي نقلا عن الوكالة:

هناك موضوع ساخن آخر يتناقله الناس في ارجاء المدينة، وهو موضوع مهرجان الاردن وأن شركة تسمى "ببليسيز" تقوم بتنظيمه، والبعض يقول أن تلك الشركة لديها علاقات وثيقة مع اسرائيل، وقد نفت وزيرة السياحة والاثار ذلك، والكثيرون ما يزالون ينادون بمقاطعة المهرجان، ومن الاهمية بمكان أن نسمع من جلالتكم مباشرة لنعرف ماهية الحقيقة؟

لقد بحثت هذا الموضوع في الفترة الأخيرة مع رئيس الوزراء.
وعلمت إن شركة ببليسيز ليست هي الشركة التي تنظم مهرجان الأردن، ومن يقوم بالتنظيم هي شركة فرنسية تدعى / ايه فيزيتور دوسوار/ .

واليوم يفكر الفنانون العرب في إلغاء حفلاتهم والسياح العرب الذين كانوا يخططون لزيارة الأردن يقومون بإلغاء حجوزاتهم، والحكومة الآن تضيع وقتها ومواردها الثمينين في محاولة لحصر الأضرار، وكل هذا لأن بعض من يسمون أنفسهم صحفيين مهملين وغير كفؤين للقيام بواجبهم الأساسي قاموا بالافتراء وهو أمر معيب.

إن هذا يشكل اكبر مثال في كيف يتسبب الإنسان في إيذاء نفسه، وفي كيفية التخلي عن المسؤولية والتصرف بدون مسؤولية، وفي كيفية التسبب بضرر كبير لبلده وشعبه، وفي كيفية إيقاف مسيرة التنمية.

وفي الواقع وللأسف الشديد يبدو لي أن أسوأ أعداءنا يقيمون بين ظهرانينا، فهل سيكون مستقبل الأردن رهينة للإشاعات والثرثرة، وهل ستكون المعلومة الكاذبة مرجعية صحافتنا الأردنية، وهل سنصمت حتى تصبح الحقيقة ضحية الصحافة غير المسؤولة.

لنفترض للحظة واحدة، أن ببلسيز فعلا تساعد في تنظيم الحدث، وفي واقع الأمر فإنني لا أعرف شركة عالمية كبيرة لا تتعامل مع إسرائيل، وإذا كانت جميع هذه الشركات محرم علينا التعامل معها فلا شك اننا سنواجه مشكلات كبيرة.

فعلى سبيل المثال، إن شركة "إنتيل" التي تستعمل الرقائق التي تصنعها في 80% من أجهزة الكمبيوتر في أرجاء العالم، لديها استثمارات ببلايين الدولارات في إسرائيل، واقرب منافس لها وهي شركة "إيه أم دي" لديها أيضا استمثارات كبيرة جدا في إسرائيل، هل هذا يعني أن علينا أن نلقي بأجهزة الكمبيوتر بعيدا ونتوقف عن استعمالها؟ هذا هراء، وإذا ما اتبعنا هذا النمط من التفكير فسنكون قد أدينا أكبر خدمة لإسرائيل، وكل ما عليها هو أن تستعمل أفضل تكنولوجيا وأفضل المواهب في العالم كي تصبح اتوماتيكيا محرمة علينا.

ولكن البعض يقولون إننا لا نحتاج إلى شركة عالمية لمساعدتنا في تنظيم مهرجان الأردن، وكان علينا اللجوء إلى شركة اردنية؟

ربما كانت هناك شركة اردنية يمكنها القيام بالمهمة، أنا لا أعرف التفاصيل، إلا أنني على مدى حياتي تبينت شيئا وهو أن أذكى الناس الذين القاهم هم أولئك الذين يعترفون بسهولة أنهم لا يعرفون شيئا ما، ومن ثم يعملون بجد للحصول على المعرفة، أما الذين يقعون في المشاكل باستمرار فهم أولئك الذين يدعون أنهم يعرفون كل شيء، أنا أؤمن حقا أن مواردنا البشرية هي أعظم ما نملك، وبنفس الدرجة أؤمن أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، بأن نجاح المؤسسات والشركات والدول يقوم على قدرتها على جذب المواهب وإطلاق طاقاتها مهما كان المصدر الذي تأتي منه، إن انتقال المعرفة أمر حيوي أساسي في هذا البلد في هذا اليوم والعصر، ونحمد الله على ان ثروتنا من المواهب المحلية توفر أرضا خصبة كي تتجذر هذه المعرفة وتنمو، مما يعزز في نهاية المطاف من قدرتنا على المنافسة لا على المستوى الإقليمي فحسب ولكن على المستوى العالمي أيضا .

إننا لا ندعي في الأردن أننا نعرف كيف نقوم بكل شيء على أحسن وجه، ومثلنا مثل جميع البلدان في أنحاء العالم، نرى من المفيد أحيانا أن نلجأ إلى الخبراء العالميين للاستفادة منهم ومن خبراتهم.

لقد تساءل البعض عن المنطق في الغاء مهرجان جرش واستبداله بمهرجان الأردن؟

مرة ثانية عليك أن تسأل وزير السياحة والآثار ووزير الثقافة حول التفاصيل، وبقدر ما أعلم فإن مهرجان جرش كان يتراجع على مدى السنين، مع ان الحكومة لم تتردد في تقديم الدعم له، وأنا شخصيا قدمت دعما ماليا للمهرجان، على مدى السنوات القليلة الماضية، وهناك أسباب عديدة لتراجع هذا المهرجان، بعضها إداري وبعضها تنافسي، وبخلاف ما جرى في الماضي، أصبح على مهرجان جرش اليوم، أن يتنافس مع مهرجانات ذات سوية عالية في العالم العربي، وبعد سنوات من التراجع البطيء كان على الحكومة في العام الماضي، أن تعطي إدارة مهرجان جرش، إلى شركة محلية، في محاولة لبث الروح في المهرجان، وكان الأمر اخفاقا ذريعا إلى درجة أن العديد من الفنانين المشاركين في المهرجان رفضوا الالتزام في المشاركة فيه في السنة التالية، وواضح أن الوقت قد حان لإتخاذ إجراءات جذرية، وكان هناك توافق بين عدد كبير من المعنيين ومن أبرزهم أعضاء لجنة مهرجان جرش، أن الوقت قد حان للتطوير ومن أجل حرصها على المصلحة العامة، أرسلت جلالة الملكة نور نفسها، رسالة لي حول موضوع الحاجة إلى التطوير، وعندها خرجت الحكومة بمفهوم إقامة حدث يجذب السياح سواء أكانوا زوارا لعمان أو جرش، على أمل أن ينتشر إذا ما قيض له النجاح إلى أجزاء أخرى من البلاد، ومن أجل التقليل من مخاوف الفنانين بعد ما حدث من مشاكل وأداء سيء في العام الماضي، قاموا بالتعاقد مع شركة أجنبية لها خبرة في تنظيم الأحداث والمهرجانات، وهي / لي فيزيتور دو سوار/ .

No comments:

Post a Comment